عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-31-2010, 11:00 AM
الصورة الرمزية احمد الدرس
احمد الدرس احمد الدرس غير متواجد حالياً
مشرف المنتندى الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 47
Sssssss نهضة الأمة من جديد !!!!!

يقول العلامة أبو الحسن الندوي – رحمه الله – في كتابه " ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ " : " إن علة علل العالم الإسلامي اليوم هو الرضا بالحياة الدنيا والاطمئنان بها والارتياح إلى الأوضاع الفاسدة والهدوء الزائد في الحياة ، فلا يقلقله فساد ، ولا يزعجه انحراف ، ولا يهيجه منكر ، ولا يهمه غير مسائل الطعام واللباس ". ويقول أيضاً : ولكن العالم الإسلامي لا يؤدي رسالته بالمظاهر المدنية التي جادت بها أوربا على العالم ، وبحذق لغتها وتقليد أساليب الحياة التي ليست من نهضة الأمم في شيء ، إنما يؤدي رسالته بالروح والقوة المعنوية التي تزداد أوربا كل يوم إفلاسا فيها ، وينتصر بالأيمان والاستهانة بالحياة والعزوف عن الشهوات ، والشوق إلى الشهادة والحنين إلى الجنة ، والزهد في حطام الدنيا ، وتحمل الأذى في ذات الله صابرا محتسبا ، قال تعالى :( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ) فقوة المؤمن وسر انتصاره في إيمانه بالآخرة ورجائه لثواب الله ، فإذا كان العالم الإسلامي لا يرمي إلا ما تراه أوربا من العرض القريب ، ولا يطمح إلا فيما تطمح فيه أوربا من حطام الدنيا ، ولا يؤمن إلا بما تؤمن به أوربا من المحسوسات والماديات كانت أوربا بقوتها المادية أحق بالانتصار والسيادة من العالم الإسلامي الذي يتخلف عنها في القوة المادية تخلفا شائنا ولا يفوقها في القوة المعنوية "، لعل هذه الكلمات الجميلة التي تصف الداء وصفا يُعبر تعبيرا دقيقا عن المأساة التي تعيشها الأمة أفرادا وجماعات حكاما ومحكومين تجعلنا في ضرورة ماسة لتلمس أسباب العودة من جديد فلقد تأخرنا كثيراً وابتعدنا أكثر عن أسباب النصرة والتمكين حتى صرنا في ذيل الأمم وأصبحنا لقمة سائغة في فم أحط الناس على الأرض حتى عباد البقر لم نسلم منهم ومن أذيتهم وتجرؤهم علينا ، وللأسف أن هذا الهوان وهذه الجرؤة علينا تحدث والكثير منا في غفلة إن لم يكونوا في سبات عميق بل منا من مات وصار في عداد الأموات بالرغم من أنه يتنفس ويسير على بساط الأرض بيننا ، ففي الوقت الذي يستباح فيه المسجد الأقصى وتهود فيه القدس نجد الأمة مشغولة بالمعارك الكروية التافهة والتي كان من آخرها الجرح العميق الذي حدث بين بلدين كان لهما في نصرة الأسلام باع طويل وفي الدفاع عن قضاياه أثر عظيم ولكن للأسف أصبحنا ننشغل بالتوافه ونترك القضايا المصيرية التي تجمعنا وننسى الأخطار التي تُحدق بنا وتحاسرنا؛ ونتيجة لذلك تغافلنا عن حقوقنا فصارت تؤخذ منا ونحن لا نشعر ، وصرنا عالة على أمم الأرض يشتكون من قلة إسهاماتنا وكثرة استهلاكنا فصرنا تابعين لا متبوعين ، منقادين لا قائدين ؛ بما أدى إلى هزيمتنا نفسيا حتى ظننا أنه لا أمل وأن ما عندنا لا يحقق لنا العزة ولا يقودنا إلى الرفاهية فخرج من بيننا من ينادي إلى تقليد الغرب وأخذ ما عنده فاستجبنا وصرنا نقلدهم تقليدا أعمى ونتباهى بما عندهم تباهي المحروم ، ومع كل ذلك ومع مرور الأيام لم يتحقق لنا شيء فلا نحن حققنا ما تمنيناه بهذا التقليد ولا نحن انتفعنا بما عندنا من الخير بعد أن تركناه وأهملناه بل وتبرئنا منه في بعض الأوقات .
إن معركتنا القادمة يجب أن تكون في سبيل العودة من جديد إلى رحاب الإسلام وشريعته فيجب أن يتمثل الإسلام فينا وأن نعبّر عنه أصدق تعبير ، فكم ظلمنا الإسلام ببعدنا عنه حتى تشوهت صورته في أعين الناس وصاروا يحكمون عليه من خلال تصرفاتنا ، فصرنا نصد الناس عن ديننا بسبب سوء أخلاقنا وضعف ألتزامنا بما عندنا وقلة عزيمتنا وانكسار همتنا ؛ ولهذا وجب علينا أن نعيد بث روح الإسلام من جديد في قلوب الناس بصورة تلامس واقعهم وتستشرف مستقبلهم فيجب أن نكف عن تقديم الإسلام بصورة نظرية دون أن نبين كيف يمكن أن يتحول ذلك إلى واقعا ملموسا وأن نكون نحن المنادين بذلك خير قدوة في التطبيق ونعم الأسوة في الممارسة العملية ، ولا شك أن نهضة الأمم من جديد هي مسئولية الأفراد والجماعات وقادة العالم الإسلامي وفي هذا الشأن أعود إلى الأمام الندوي الذي يقول " فالمهم الأهم لقادة العالم الإسلامي ، وجمعياته وهيئاته الدينية والدول الإسلامية غرس الأيمان في قلوب المسلمين وإشعال العاطفة الدينية ، ونشر الدعوة إلى الله ورسوله ، والأيمان بالآخرة على منهاج الدعوة الإسلامية الأولى ، لا تدخر في ذلك وسعا ، وتستخدم لذلك جميع الوسائل القديمة والحديثة ، وطرق النشر والتعليم ، كتجوال الدعاة في القرى والمدن ، وتنظيم الخطب والدروس ، ونشر الكتب والمقالات ، ومدارسة كتب السيرة ، وأخبار الصحابة وكتب المغازي والفتوح الإسلامية ، وأخبار أبطال الإسلام وشهدائه ، ومذاكرة أبواب الجهاد ، وفضائل الشهداء ، وتستخدم لذلك الراديو والصحافة وكتب الأدب ، وجميع القوى والوسائل العصرية " ، وعليه فليكن لك دور وبصمة في هذه الحياة ولا تكن كمن عاش بيننا ثم مات ولا يعرف عنه شيء ولا يذكره أهله بخير ولا أثر له في عز دينه ونصرة أمته فاعمل ولو بالقليل ودوام على ذلك ولا تستهين به ودوام على ذلك يكن لك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة واحذر أن تسعى لنجاة نفسك وتترك غيرك يهلك وتذكر دائما قول الله عز وجل ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) .


</b></i>
__________________
f0532d34e2.jpg][/url]
رد مع اقتباس