لقد مني شعبنا بل وجميع الدولة بمصائب شتي ومرت بتجارب ومحن مريرة، وقد آن الأوان لتجاوز تلك الأزمات حتي تنهض من كبوتها وتواصل المسير نحو طريق أفضل وهدف أسمي وأقوم.
إننا لا ننكر جهود الشرطة في مكافحة الجريمة واستتباب الأمن وردع الخارجين عن القانون، إننا لا ننكر جهود الشرطة المضنية في تحقيق العدالة وتكاتفها لحماية انتشار الرذيلة والفساد، ولكننا ننكر بل ونستنكر بشدة ما يفعله بعض المتجاوزين وغير الشرفاء منهم في إذلال هذا الشعب وإهانة أفراده الشرفاء، وخصوصاً الذين لا يعرفون ما لهم من حقوق ولم يسبق لهم أن اطلعوا علي الدستور والقانون لما يعانون من أمية وانعدام وعي، إننا نشجب بشدة قانون الطوارئ فهو لا ينبغي أن يطبق في بلد يسودها العدل وسيادة القانون، وإنما يخدم فقط بعض النظم المستبدة التي عاني منها الكثير من دول العالم ولعل أقربها هذا العصر المستبد الذي ظل طيلة ثلاثين عاماً جاثياً علي هذا الشعب والذي ذاق في ظله شتي الويلات من فقر وبطالة بل وإهدار للآدمية.
نعم، إننا نحتاج إلي أيديكم القوية، نحتاج إلي حمايتكم لنا... ولكن لا بد أيضاً أن نضمن الحماية منكم في حالة تجاوزاتكم واستغلالكم الملغوط لسلطاتكم المخولة لكم، نعم، نحتاج إلي أيديكم القوية ولكن علي من يستحق بطشها من الخارجين عن القانون لا علي الشرفاء المسالمين، نعم، نحتاج إلي أيديكم القوية كسلطات تنفيذية للقانون لا تنفيذية لأهواء المتجاوزين منكم، نعم، نحتاج إلي أيديكم القوية التي تحقق لنا الأمن والأمان لا الإرهاب والهوان، نعم، نحتاج إلي أيديكم القوية لمحاربة رموز الفساد وردع المجرمين والحد من حوادث السير والسرقة ومحاربة المخدرات والفسق بجميع أنواعه، نعم، نحتاج إلي أيديكم القوية لا للاستقواء علي الضعفاء وإذلال الشرفاء، بل لرد المظالم إلي أهلها ومدها لعون المحتاجين وإغاثة الملهوفين، نعم، نحتاج إلي أيديكم القوية لكي يتحقق شعاركم القديم الذي عملتم لنا من أجله وهو (الشرطة في خدمة الشعب)، فهذه مهمتكم الأولي.