تعليمات | قائمة الأعضاء | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
كلمة الإدارة |
|
موضوعات متنوعة : موضوعات ثقافية - أحداث جارية - رياضة - موقع أعجبنى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
"المصريون" تخترق العالم السرى لـ"دولة الزبالين"
هانم الفشنى 13 إبريل 2012 06:36 PM ( نقلاً عن صحيفة المصريون ) أنا متخرج بقالى عشر سنين أروح أشتغل إيه زبال يعنى؟ دا شكله عامل زى الزبالين مش ممكن هاتجوزه؟ مثل هذه الجمل السابقة تصك آذاننا فى اليوم مرات عدة وفحواها يعكس تقليلا من شأن هذه المهنة ولا أحد يعلم أن هذه المهنة جعلت من الأشخاص العاديين أصحاب مراكز عالية وملايين فى البنوك فمن ينظر للزبال تمتلكه حاله من الاشمئزاز سواء من مظهره أو من ريحته الكريهه التى تفوح منه من تأثير القمامة ولم نسأل أنفسنا لماذا يتحملون كل هذه المشاق؟ "المصريون" رأت أن تلج العالم السرى لمملكة الزبالين وأن تعرف مايدور بداخلها ولماذا اختاروا هذه المهنة؟ ذهبت بمفردى وأنا أرتدى جلبابًا أسود مقطعًا وإيشاربا على رأسى، كما قمت بوضع بعض المساحيق والتراب على وجهى وملابسى وذهبت إلى منطقة منشأة ناصر من ناحية المقطم ووجدت سيارات كثيرة تحمل القمامة وتدخل عزبة الزبالين، ولم يكن فى هذا ما يثير الدهشة، ولكن الدهشة الحقيقية اعترتنى من كمية السيارات الفارهة التى كانت تدخل وتخرج من هناك. ووجدت سيارة نصف نقل تحمل القمامة تقف بجوار سيارة مرسيدس وسائق النصف نقل يهرج مع سائق المرسيدس فأوقفت سائق النصف نقل وطلبت منه توصيلى إلى داخل عزبة الزبالين وركبت معه وادعيت أنى معاقة ذهنيًا واسمى تريزا وكنت أعيش فى الحوامدية وتركتها لوفاة والدى ولأن زوجة والدى تعذبنى وعلمت منه أنه يدعى كريم كما علمت أن الذى كان يهرج معه الذى كان يركب السيارة المرسيدس هو شقيقه فطلبت منه بأن يشغلنى معه فقال لى بصى ياتريزا العزبة هنا زى الدولة فيها محافظات وكل محافظة فيها أقسام وكل قسم له الناس اللى بتشتغل فيه إنت بقى تحبى تشتغلى فى أى محافظة وأى قسم فقلت له تقصد إيه بكده فقال لى يعنى هى عبارة عن حاوية والحاوية دى بيملكها شخص والشخص ده عنده تخصصات والتخصصات دى عبارة عن أقسام زى قسم القطن وقسم البلاستيك وقسم الحديد وقسم الخردة وقسم علب الزبادى وقسم البوظة وقسم العسلية وقسم الكرتون وغيرها إنتى بقى تحبى تشتغلى فين فقلت له أشتغل فى أى حاجة فقال لى بصى إنت تنزلى هنا وتسألى أى حد واقف هنا على شغل وهايشغلوكى فشكرته ونزلت ولفتت انتباهى سيدة تجلس فى سيارة فارهة، والجميع يقف حولها فتقربت منها وأنا أظهر على خطواتى علامات الإعاقة وطلبت منها بأن أعمل فضحكت وقالت إنتى اسمك إيه فقلت لها اسمى تريزا فقالت إنتى تعرفى حد هنا فقلت لها لأ فقالت تبقى ذكية قوى فقلت لها ليه فقالت لأن أى حد يفكر يشتغل فى المهنة دى يبقى ذكى قوى لأنها بتكسب دهب فوضعت يدها فى حقيبتها وأرادت أن تعطينى نقودًا ولكن استوقفها رجل كان يرتدى جلبابا وقال لها إنتى بتعملى إيه ياستنا أنا معايا فكة هاديها من معايا فأعطانى مبلغ عشرين جنيها وطلبت منه السيدة بأن يبحث لى عن أى عمل فى الحاوية فقال لها الرجل تحت أمرك ياست الكل وبعدما ذهبت اقترب منى الرجل وقال هاتى العشرين جنيه اللى أخذتيها يابت فقلت له لأ مش هاديهالك فقال لى أمشى يابت إنتى ماعندناش شغل لك وتركنى وذهب ولكن تقرب منى شخص طويل القامة يدعى أشرف فقال لى معلشى ياتريزا أصله راجل ماعندوش رحمة إنتى إيه اللى جابك هنا فقلت له جيت أشتغل فقال لى وليه بس تدخلى عش الدبابير برجليك فظهرت على وجهى علامات الاستفهام فطلب منى بأن أجلس معه فجلسنا على الرصيف، وقال لى إنتى إيه حكايتك فرويت له القصة التى رويتها لكريم السائق فقال لى طيب بصى أنا هاحاول أطلع الجبل فوق وأشوفلك شغلة مع البنات هناك فقلت له بس الست الطيبة اللى كانت راكبة العربية قالت للراجل ده إنه يشغلنى الله يخليها هى اسمها إيه علشان أدعى لها فقال دى بقى تبقى مدام سناء سعدون صاحبة الحاوية اللى كلنا بنشتغل فيها حتى الراجل اللى زعقلك ده بيشتغل عندها فى حاوية الزبالة بتاعتها فقلت له وهى ساكنة هنا فقال لأ دى ساكنة فى الزمالك فقلت له طب أنا عاوزه أشتغل هنا علشان أنا فقيرة طب هى بقى بتشتغل الشغلة دى ليه فقال لى لأنها شغلة أبوها وأجدادها وطلعت لاقيت نفسها كده وبعدين اللى بيشتغل فى الزبالة كأنه بيشتغل فى الدهب والألماظ بالضبط وبعدين الزبالة دى خرجت ناس كانوا أصحاب مراكز فى البلد فقلت له زى مين يعنى فقال لى أصلك عبيطة ولو قلتلك على أسمائهم مش هاتعرفيهم فقلت له لأ أنا بتفرج على التليفزيون فقال لى طب إنتى تعرفى أحمد عز فقلت له مين ده فقال لى ده كان ملك الحديد فى مصر كان هو وأبوه بيشتروا الخردة من هنا وربنا فتحها عليه بسبب الخردة اللى كان بياخدها مننا وبقى رجل أعمال كبير فقلت له وهو عنده مقلب زبالة فقال لأ بس لغاية دلوقتى بيبعت لنا سيارات نقل تحمل الخردة والحديد وله قرايب هنا أصحاب مقالب زبالة كتيرة قوى وأثناء حديثنا مر رجل من أمامنا فأوقفه أشرف وقال له ماعندكش شغلة للبت دى أصلها غلبانة فنظر لى الرجل وقال تعالى معايا واستودعت أشرف وذهبت مع الرجل وأخذنى لشاب كان يرتدى ساعة لا يقل ثمنها عن عشرين ألف جنيه وسلسلة وانسيال من الذهب كما كان يرتدى ثيابا باهظة الثمن وتحيطه القمامة من كل مكان فقال لى إنتى معاكى بطاقة فقلت له لأ أصلى لسه ماعملتهاش أنا عندى 17 سنة فقال لى يبقى مافيش شغل فتدخل والده المعلم عماد وقال له حرام يامينا ياابنى دى شكلها بنت غلبانة نشغلها مع البنات فى قسم علب الزبادى وخلاص فقال له مينا يا ابا لا تكون عاملة مصيبة واللا حاجة فنظر لى المعلم عماد وقال إدخلى المقلب ده يابنتى دلوقتى البنات ييجوا ويعلموكى الشغل فقلت له طب هاتدينى كام فقال هاتاخدى 25 جنيه كل يوم وهاتقبضى بالأسبوع يعنى هاتاخدى 150 جنيها كل يوم سبت فدخلت مكان لم أتخيل أنه يوجد مكان بهذه القذارة ولم أستطع تحمل الرائحة فخرجت على الفور ووجدت فى مقلب الزبالة أمامى سيدة تجلس وتقوم بفرز الزبالة فوقفت أمامها وأنا أتعجب من تحملها هذه الرائحة التى لايتحملها الحيوان قبل الإنسان، وكلما أحاول أن أخرج كامرتى من طيات ملابسى أجد من ينظر لى وبالكاد استطعت التقاط بعض الصور وفجأة نظرت لى وقالت أنا اسمى مريم فقلت لها وأنا ثم قاطعتنى وقالت إنتى بقى تريزا فقلت لها وإنتى عرفتى اسمى إزاى فقالت وإنتى فاكرة إن أى حاجة بتحصل هنا ماحدش بيعرفها ثم أكملت حديثها، وقالت أكيد طبعا مش مستحملة الريحة فقلت لها لأ عادى فقالت إنتى كدابة لأن أى حد فى أول مابيشتغل الشغلة دى مش بيستحمل الريحة فقلت لها بس أنا كنت عايشة فى الحوامدية أمام مقلب زبالة وعادى واخده على كده فسألتها إنتى بتعملى إيه فأجابت أنا بفرز الزبالة باخد الكرتون والباقى بديه للقسم التانى وياخدوا اللى عاوزينه ويدوه للى بعدهم فقالت لى بس إنتى شكلك ذكية وهاتعمرى فى الشغلة دى وهاتكسبى كمان بس إعملى حسابك إن اللى بيدخل الشغله دى مش بيعرف يخرج منها حى فقلت لها تقصدى إيه فقالت يعنى مش تعرفى أصول الشغلة وبعدين تمشى لأن المعلم عماد ده مش بيرحم وأثناء حديثنا فوجئت برجل يخرج من عمارة كبيرة ثم نظر لى وقال إنتى مين فقلت له وإنت مالك يازبالة فضحكت مريم وأكملت عملها ثم نظر لى الرجل وهو يضحك هو الآخر ثم قال وهى الزبالة شتيمة ماهى اللى فاتحة بيوتنا هو أنا أطول أبقى زبالة ياعبيطة إنتى مين فأجابته مريم وقالت دى تريزا بنت غلبانة جاية تشتغل هنا المعلم عماد والدك هو اللى شغلها فقال لى شكلك مش هاتعمرى معانا وواقفة تتسايرى إدخلى شوفى شغلك فقلت له أنا مستنية البنات فنادى على طفل يدعى موسى وقال له تعال امسحلى العربية وبالفعل قام الولد بنزع الغطاء من على السيارة وفوجئت بها من حيث نوعها وموديلها وأنا أتعجب من حال الزمن هل الزبال الذى يدق جرس الباب ونفتح له ونرمى له القمامة فى وجهه يمتلك ثروة لا يمتلكها أى شخص ولديهم القدرة على تحمل الإهانة وهم يمتلكون كل هذه الأموال ثم ذهب بسيارته الفارهة وقلت لمريم وإنتى كمان عندك عربية فقالت عندى سيارة نقل تقوم بنقل القمامة فنظرت لها ومعالم الحزن تبدو على وجهها لأنها لاتمتلك إلا سيارة نقل واحدة ثم تابعت الطفل الذى كان يمسح السيارة منذ قليل والذى ذهب إلى مكان مماثل للحاوية التى نعمل فيها ثم جلس وسط مجموعة أطفال لايزيد عمرهم عن العشرة أعوام فأخذت أشاهدهم وهم يقومون بفرز الزبالة ويأخذون منها البلاستيك ويقومون بجمعه وفجأة لمحت أحد هؤلاء الأطفال يفتح كيس زبالة ويجد زجاجة مياه معدنية بلاستيك وبها بعض المياه القليلة ففتح الزجاجة وشربها ثم أكمل عمله ولم يبال فشعرت بأنه سوف يصاب بحالة من التسمم ولكن شيئا لم يحدث!!! وفجأة جاءت الفتيات واللاتى تتراوح أعمارهن مابين السابعة عشرة والثلاثين عاما فدخلت معهن إلى الحاوية أو مصنع القمامة وتعرفت على فتاة تدعى مريم أيضًا. وأخذت تسألنى عن اسمى وما الذى أتى بى إلى هنا وقصصت لها نفس القصة التى رويتها لغيرها ثم سألتها هى علب الزبادى دى بتروح فين فأجابت بتروح المصنع بتاعنا وبعدين بنصدرها للشركات بتاعتها يعنى كل علبة مكتوب عليها اسم شركة بناخدها ونصلحها ونرجعها جديدة وبعدين نبعتها تانى للشركة بتاعتها والشركة تدينا حقها ثم سألتنى إنتى ساكنة فين دلوقتى فقلت لها ليس عندى مكان هاسكن فى الشارع وخلاص فنظرت لى ثم قالت لأ إنتى هاتسكنى معايا فسألتها فين فأخذتنى من يدى وأثناء سيرنا وجدت عمارات غاية فى الجمال لا أتخيل أنها توجد حتى فى أرقى الأحياء وصعدت معها إلى إحدى العمارات وفى الطابق الثانى دقت جرس الباب وفتحت لنا إحدى السيدات وقالت لها سايبة شغلك ليه فقالت لها هانزل على طول ودخلت معها الشقة وشعرت بأننى داخل قصر عابدين من فخامة الأثاث والمفروشات وأخذتنى من يدى إلى غرفتها وقالت أنا بنام هنا لوحدى إنتى هاتنامى معايا فقلت لها يعنى هاعيش معاكى هنا فقالت أيوه فسألتها طب ومش خايفة أكون حرامية وأسرقكم وأهرب فضحكت وقالت مش هاتقدرى هانعرف نجيبك قلت لها إزاى فردت قائلة وكلها ثقة إحنا بندخل كل شقق مصر من غير ماحد يسألنا فسكت وأنا رأسى تكاد تقف من شدة الذهول ثم قالت ياللا بقى علشان ننزل نكمل شغلنا وعندما نزلنا وأثناء سيرنا قلت لها العمارات اللى بتتبنى دى بتاعتكم فقالت كل حاجة هنا بتاعتنا فقلت لها بس البناء غالى قوى فأجابت إحنا مش بنشترى حاجة خالص كل حاجة بنجيبها ببلاش وبناخد عليها فلوس ودخلنا الحاوية لنكمل عملنا وأثناء عملنا سمعت قصصا وحكايات لا يتخيلها عقل فتيات من المفترض أنهن عاملات بسطاء كما يحدث فى المصانع والشركات ولكنهن يتحدثن بالملايين يضحكون ويهرجون ثم جاء الأستاذ مينا نجل المعلم عماد وأخذ يصرخ فى وجوه الفتيات ويأمرهن بعدم الكلام أثناء العمل وأنهن لابد من السرعة فى إنجاز الطلبية، كما قال وأن شركة الزبادى تريد العلب المطلوبة وفجأة رن هاتفه ورد على صديقته ووعدها بأنه سوف يسهر معها الليلة، كما ذكر اسم الأوتيل الذى سوف يسهر فيه وهو أوتيل سبع نجوم وفجأة دخل طفل لايتعدى عمره الخمسة عشر عاما ينظر لى بحدة ثم طلب من مينا بأن يخرج معه لكى يخبره بشىء خطير فخرج مينا ثم رجع مينا وقال لى إنتى معاكى سيارة تتركيها فى الخارج فقلت له لأ وقلبى يكاد أن يقف من كثرة الخوف فقال بس فى ناس هنا شافتك وإنتى نازلة من سيارة فأنكرت وزعمت أنى غاضبة مما يقوله لى ومن طريقة حواره معى وشعرت بأننى إن لم أترك هذا المكان حالا فسوف يصيبنى أذى منهم فقلت له طب أنا هامشى ومش هاشتغل عندكم تانى وأثناء خروجى سمعت صوتًا يهز الأركان وينادى عليا فنظرت خلفى ووجدت المعلم عماد يقول لى إنتى رايحة فين فقلت له أنا هامشى. علشان ابنك بيزعقلى وأنا مش عاوزه أشتغل هنا فقال لى إنتى فاكرة دخول الحمام زى خروجه فأظهرت له بأننى لم أفهم مايقوله وتركته وذهبت وأنا أدعو ربى بأن يقف معى حتى أستطيع الخروج من هذا المكان وأثناء سيرى شعرت بأنه توجد سيارة تتبعنى فنظرت خلفى فجأة وجدت سيارة نصف نقل يركبها مينا وصديقه ويقودها الطفل الذى أرشده عليا فأظهرت لهم أننى لا أهتم لأمرهم, ثم أكملت سيرى ووجدت عمارة فارهة يخرج ويدخل فيها الزبالون ومن الواضح أنها ملكهم لأن كل العمارات فى العزبة عمارات فارهة فجلست على هضبة عالية وهم ينتظروننى ثم وجدت سيارة نصف نقل فأوقفت السائق وطلبت منه توصيلى إلى أقرب مكان فركبت معه وأثناء ركوبى معه كانوا يتبعوننى وأخذت أتحدث مع السائق وفجأة وجدت سيارة بى إم دبليو لونها فضى تدخل عزبة الزبالين وشعرت بحركة غريبة وأكثر مالفت نظرى هو أن السائق الذى كان يقود السيارة التى أستقلها معه وقف ونزل مسرعا وقام الشخص الذى يركب السيارة والتى يقودها السائق بمد يده له وسلم عليه ثم أنهوا الكلام ونظرت خلفى وجدت مينا ومن معه ينحنون لهذا الشخص ويتحدثون معه قليلا ثم يركبون السيارة ويتبعونى فسألت السائق الذى معى هو مين الراجل اللى كان راكب العربية دى فنظر لى بحدة ثم صرخ فى وجهى وقال ماتسأليش فى اللى مالكيش فيه ثم أنزلنى على الطريق بجوار سيارتى ولكن مينا ومن معه سبقونى عند السيارة ووقفوا وعندما وجدتهم أظهرت لهم أننى لم أبالى لكى يعلموا أنها ليست سيارتى ونزلت على الطريق وسرت على قدمى ولم ألتفت إليهم ثم فوجئت بهم يلحقون بى ويستوقفونى فى الطريق ثم نزل مينا من السيارة وقال لى إنتى رايحة فين وسايبة عربيتك فقلت له مش عربيتى فقال لى طيب أنا بقى هاروح أخدها وتركنى ولم أظهر له بأننى أهتم للأمر ثم أكملت سيرى حتى وجدت تاكسى أوقفته وطلبت منه بأن يساعدنى حتى أستطيع أن أخرج من هذا المأزق فذهبنا إلى كمين المقطم حيث كان يقف أمين شرطة وعسكرى فطلبنا منه المساعدة، ولكنه قال لى آسف يا أستاذة كان نفسى أخدم حضرتك بس دى تعتبر دولتهم ومحدش يقدر يدخل الدولة دى.. دا الداخل مفقود والخارج مولود دا عش الدبابير يا أستاذة فقال احمدى ربنا إنك خرجتى سليمة وبالنسبة للعربية عوضك على الله انسيها فقلت له أنا هاتصل بالنجدة فقال لى ولو اتصلتى بالأمن المركزى ماحدش هايعرف يدخل بس عندهم كدا فانتظرت أنا والسائق عندما تأكدنا من ابتعادهم عن المكان ذهبت وأخذت السيارة وهربت منهم ولكنهم تابعونى واستمرت مطاردتهم لى لمدة نصف ساعة ولكن الحمد لله استطعت الفرار وفى اليوم الثانى شعرت بأننى لم أكمل مهمتى التى ذهبت لها فقررت بأن أذهب إلى مكان آخر وهو مملكة أخرى تقع فى الأوتستراد بمنطقة المعادى وبالتحديد منطقة شق الثعبان ولكن قبل أن أذهب هناك ذهبت إلى نفس المكان الذى كنت فيه بالأمس ووقفت على الطريق أشاهدهم من بعيد وأنا أحمد الله أننى خرجت من هذا المكان حية وأقول فى قرارة نفسى ماهذا الجبروت وما هؤلاء الناس الذين يعيشون فى مكان تحيطه القمامة وأبشع الحشرات ويدخلون بيوتنا ويأخذون قماماتنا ولا نستطيع أن ندخل حتى مكانهم أو نتحدث عنهم ومن هؤلاء الذين يسببون رعبًا لرجال الشرطة وفجأة لمحت نفس السيارة، التى رأيتها تدخل بالأمس ويقودها سائق وخلفه الرجل الغريب الذى انحنى له كل الأشخاص فقررت بأن أتبعه وأرى إلى أين هو ذاهب ولكن شاء القدر وأعتقد أن السائق لمحنى فوقف على اليمين وأكملت أنا سيرى إلى منطقة شق الثعبان فدخلت هناك ووقفت مع بعض الأشخاص وادعيت أننى معاقة ذهنيا وأريد أن أعمل معهم فقال لى المعلم سيد رئيس الزبالين فى هذه المنطقة إنتى هاتشتغلى هنا هاتفرزى الزبالة وتطلعى زجاجات المياه المعدنية فجلست وأخذت أفرز الزبالة وجاء لى ولد عمره لايتجاوز السبعة عشر عاما يجلس بجوارى ويساعدنى بدون أن يتكلم فسألته عن اسمه فأجاب اسمى نبيل فقلت له إنت بتشتغل هنا من زمان يانبيل فأجاب قائلا أيوه من صغرى لأن الشغلة دى شغلة أبويا وجدى فقلت له ومين بقى المعلم بتاعكم فقال المعلم إسرائيل عياد ده الكبير بتاعنا كلنا وحلم حياتى أكون مثله فقلت له طب إحنا ليه بنطلع الزجاجات دى فقال علشان نوديها المصنع وناخد فلوس فسألته عن اسم المصنع فقال المصنع مالوش اسم دا مصنعنا برضه بياخدوا الزجاجات دى ويصلحوها ويصدروها للمصانع بتاعتها علشان يملوها ويبيعوها مرة تانية فنظرت له مصدومة وقلت له وإيه كمان فأكمل حواره وهو مستمر فى الفرز قائلا وبالنسبة للكرتون بنفرزه ونرسل لكل شركة الكرتون التابع لها ثم أمسك فى يده كرتونة لإحدى محلات البيتزا المشهورة وقال ودى بنوديها شركتها وتبيع فيها مرة ثانية ثم جاءتنى زوجة أخى حسب اتفاقى معها وقامت بالتقاط صورة لى وأعطتهم بعض النقود وكأنها تساعدهم ثم سألتنى عن اسمى أمامهم فقلت لها اسمى تريزا فقالت طيب أنا عندى شوية زبالة تعالى خديهم وهاوصلك تانى فنظرت للمعلم سيد فقال لى إنتى هاتبوصيلى روحى مع ست الكل وحمدت الله أنها استطاعت أن تلتقط لى بعض الصور واستطاعت أيضا أن تأخذنى معها وتركت مملكة الزبالين وأنهيت مغامرتى ورحلتى التى استغرقت يومين كاملين وأخذت أتساءل إذا كانت علب الزبادى يتم فرزها من الزبالة وتعاد إلى المحلات مرة أخرى ليعيدوا تعبئتها مرة أخرى وكذلك الحال مع زجاجات المياه فلماذا نجهد أنفسنا فى البحث عن تفشى أمراض السرطان والفشل الكلوى وفيروسات الكبد فى أوساط هذا الشعب المغلوب على أمره!!
__________________
الموقع التخصصى فى رياضيات الثانوية العامة دليلك إلى التفوق http://www.alyeldeen.com/vb/ مسلم ومسيحى ( كلنا أهل ) - أبنى محمود وأخويا أبانوب |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
"المصريون", 06:36, 13, 2012, ممكن, آذاننا, مثل, متخرج, مرات, أروح, مش, أشتغل, لـ"دولة, أنا, الحمل, الدول, السابقة, الزبالين, الزبالين", الشرح, العالم, الفشنى, تخترق, تصك, تقليلا, بقالى, جا, يعنى؟, يعكس, زبال, سي, سنين, شكله, pm, عالم, عدة, عشر, فى, هاتجوزه؟, هانم, هذه, إبريل, إيه, وفحواها |
إعلانات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سؤال لطلاب ما قبل المدرسة في أمريكا "" اتحداك تحله "" | الاستاذ اشرف سامى | منتدي الأذكياء والعباقرة | 8 | 01-16-2014 10:33 PM |
"الإخوان" تتعهد لـ"العربى" بزيادة ميزانية التعليم لـ50 مليار جنيه | الاستاذ على الدين يحيى | التربية والتعليم | 0 | 01-17-2012 02:09 PM |
"التعليم" تدرس زيادة حصص الإنجليزى والرياضيات لطلاب الإعدادية | mab4math | التربية والتعليم | 2 | 09-25-2011 12:38 AM |
ما الفترة التى لا يحدث فيها الحمل المعروفة "بالأمان" ؟ | الاستاذ على الدين يحيى | صحتك بالدنيا | 0 | 10-01-2010 02:56 PM |
التعليم" تلغى كتب "الأنشطة" بدءاً من العام الجديد | احمد الدرس | التربية والتعليم | 4 | 08-23-2010 02:51 PM |